العلمـاء يتساهلون في قبـول الروايات التاريخية، ولكـن ذلـك لا يعني أنهـم يقبلون رواية كل شخص مهما بلغت درجة ضعفه، إذ الفرق كبير عندهم بين روايـة الخـبـر
مـع عـزوه إلى روايـة وبين قبـول الخبر، فاشتراط العدالة في ناقل الحديث والخبر سواء. ولأن الشـائـع مـن مـرويـات أحـداث التاريخ، وربما ذلك إلى تخصصها
واعتمادها أسلوب القصة، ولتواليها يعود على ترتيـب السنين في الغالب، بينما نجد تلك المرويات مفرقة في كتب الحديث النبوي وطبقات الرواة
وتراجمهـم وغيرها؛ لأن غاية إيرادها إنما هـو الاستشهاد بها على حكم أو التعرف من خلالهـا علـى فضيلة، نعم هناك كتب المغازي والسير في مؤلفات الحديث النبوي،
ولكنها لا تعتمد التسلسل الزمني ولا أسلوب الإخباري من حيث الغرابة والتشويق وذكر دقائق تفاصيل الحدث.